#FirstBlog Behind The Journey

#المدونة_الأولى ورا الرّحلة

هيدي مش عن غنية، فيديو، أو سيلفي.

هيدا بلوغ عنّي. عن قصتي، جذوري، والطريق اللي شكّلني وصنع الفنان اللي أنا اليوم.


طلعة من البيت بلا خريطة

تركت البيت وأنا بعدني صغير.
ما كان في قبول. ما كان في أمان.
اضطريت ربّي حالي، علّم حالي، وعيش بحضن الحياة متل ما هي.

الحياة صارت أستاذتي… مرّة حنونة، ومرّات قاسية لدرجة بتجرح.
الفن صار مهربي، ملجأي، وصوتي وقت الكلام بيخيّب.

وبغياب عيلة بتشوفني على حقيقتي، خلقت عيلة من اختياري—ناس بتحب بلا شروط، وبتشوف النور فيّي وقت أنا كنت شايف بس العتمة.


القفزة صوب الحرّية

سنة 2020، كل شي انقلب.
تركت بلدي للأبد، وقررت كرّس حياتي كلّها لفني.

من وقتها، عشت بفرنسا متنقّل بين مدن كتيرة، وبرجع دايمًا على باريس.
كل مدينة فتّحتني، جرّبتني، وكبّرتني.
غنّيت بمسارح كنت بشوفها أحلام، تعاونت مع مبدعين بيلهموني كل يوم، ووقفت بمطارح كان ممكن أنا الصغير ما ينعرف حتى وجودي فيها.

بس الرحلة ما كانت بس جمال وتصفيق.
واجهت حب وخيانة، انهيار وتعب، شعور إني دجّال، تحطيم، وحتى تهديدات بالقتل.
التقيت أرواح شفت فيهن شفاء، وأرواح جروحن كبّروا جروحي.

خسرت قطع مني على الطريق…
بس اكتشفت نسخ جديدة عنّي ما كنت بعرفها.


من التصميم للموسيقى، من الصمت للصوت

قبل ما تصير الموسيقى صوتي العالي، التصميم كان لغتي الأولى.
سكبت حالي بالألوان، بالأشكال، وبالخلق الرقمي…
لأنّه كانوا أمان أكتر من الكلمات والألحان.

بس شوي شوي، فني صار يطالب بصوت.
تصاميمي صارت غلافات، تعديلاتي صارت ديموز موسيقية.
والموسيقى صارت المكان الوحيد اللي ماضيي، هويتي، ثقافتي، ورؤيتي فيهن يعيشوا سوا بلا تنازلات.

جايي من محل بعده بيرفض موسيقاي وكلامي وستايلي…
محل بيحاول يسكتني كل يوم،
وبالرغم من هيدا الشي، اخترت ضلّ اسمع لصوت هالولد الصغير جوّاتي—
اللي ما وقف يحلم.


اختياري أنا، كل يوم

مرقوا خمس سنين على بدايتي.
واليوم واقف هون، عم اختارني فوق كل شي.
سلامي. حقيقتي. وصحتي النفسية.

ما بقى صغّر حالي.
ما بقى إحساس بالذنب.
ما بقى انحني لعيلي، أصحاب، أو غرباء خايفين من شي ما بيفهموه.

الحكم ما بيهزّني بعد اليوم.
أنا اليوم "Outer" أكتر من أي وقت، جاهز ينشاف… جاهز حتّى ينحكم عليّي.

أنا مش هون ليحطّولي عنوان: ملاك، شرير، ديفا…
أنا كل هولي، وأنا ولا واحد منهن.
كل نسخة عنّي صالحة، وبكرّمها كلّها.


عيش بصوت عالي

هيدا مش بس أول مدوّنة لإلي.
هيدا فصل جديد—وعد إني عيش للآخر، أخلق بلا اعتذار، وحوّل كل كدمة لضربة فرشاية على لوحة حياتي.

ولكل حدا حاسس حاله مش مرئي:
إنت مش لحالك.
قصتك مهمة.
ولما بتكون جاهز، صوتك بيصير حريتك.

لحد ما تنكتب الغنية الجايي،
رح كون هون… عايشها.

م.

Back to blog